في مساحة ضيقة من مساحة الكون الواسعة الضيق ـ كنا وسنبقى مع بقية كثيرة من هذا الرحب الشاسع ، شاسع على مجال المادة ، وضيق على مجال الروح والفكر ، نبدأ من هنا ولربما لن نجد في ممرات هذا الطريق دربا يوصلنا الى نهاية ما ، او حتمية اكيدة ، ولكن جميل ان تسير لانك تعشق المعرفة والسير في الافق ، والابشع من هذا انه رغم سسيرك في هذا المجال والدرب العميق الطويل ان لا تصل الى شيء.
يلاحق الانسان افكاره وتهيؤاته واحاسيسه وخيالاته ، احيانا يصل الى خيط ما يوصله الى اشياء كثيرة كانت تجول اطيافها في مخيلته ، وطورا يصارع افكاره دون الوصول الى اي شيء لربما كان حلما او كابوسا صحي منه بعد حين لمحة من الزمان مر بها كأنها سنين الضوء .
ان اتباع الانسان لافكاره وبناءاتها في عقله ووجدانه يمنحه جزءا من كوكب اخر وعالما اخرا وحياة اخرى غير التي يحياها وغير البيئة التي هو فيها وغير كل شيء مادي وشعوري يتحسسه ويراه ويلمسه في عالمه الارضي الضيق ، ان الانسان بدأ لكي ينتهي ، لكنه دائما يشعر ان النهاية لن تأتي ابدا ، في هذا الصدد نستطيع القول ان الانسان عبارة عن مخلوق يحاول ان يحاول ولكنه يربح تارة ويخسر تارات اخرى .
يسير عالمنا اليوم نحو المادية البحتة والسبب في ذلك يعود لطبيعة التطور الحاصل فيها، فمثلا لو افترضنا ان الانسان كان يعيش ما قبل 10 الاف عام لوجدنا ان الرجوع الزمني لهذه الفترة بسيط جدا ، لانه مبني على مجرد ابسط الاشياء واهمها في حياتنا وهي المأكل والملبس والمشرب والمبيت ، عدا عن ذكر الاشياء الملامسة للحياة الشعورية والحسية ، اما في عصرنا اليوم فنرى انه رغم التطور والابداع ولا نقول هنا ان عصرنا هو الافضل بل على العكس كلما رجعت الى الوراء ترى ان الاشياء اجمل في معانيها لا في شكلياتها ، والان نقول ان التكنولوجيا والتطور والعلم الحديث والكماليات الفاتنة والساحرة ليست هي الانسان ، فالانسان بقي رغم كل هذا ادنى بكثير من الانسان الذي سبقه ، واذا كانت الالة هي في المركز الاول فان الانسان هو صانعها ، ولكنها اكلت رغيفه الحياتي مرارا وغالبا ودائما ما تنوله الالة من افضل وقيمة ومركز اصبح لا ينوله الانسان .
نسينا في عصر تكسوه الماديات والشكليات ما معنى الانسان حقيقة ومضمونا ؟ ونسينا ان نفكر قليلا .... الى اين الحياة تسير بالنسبة للانسان ؟ هذا السؤال محيثر جدا ومعقد اكثر ولكن ، لا بد من الاجابة عليه بعلم في الغيب وضرب في الرمل ، لاننا لو عجزنا عن معرفته سنجد انفسنا يوما ما عبيدا للالة الحديدية المتحركة ولربما ستصبح تحرك نفسها بنفسها ، وتقود الانسان عبدا امامها .
السؤال هنا في الفصل الاول من الانسان والحياة .... الى اين تتجه الحياة ؟؟؟؟
وكيف يمكننا ان نتصور المستقبل قبل ان نصله؟؟ وهل المستقبل شيء غير موجود ام ان الزمن هو كفيل بوضع هذا الاسماء والصور في اذهاننا كل حين؟
تابعونا في الفصل الثاني من الانسان والحياة ...
وننتظر الاجوبة على الاسئلة المذكورة انفا في النص الاول قريبا من جميع المشاركين والاعضاء والزائرين ....
والى اللقاء في الفصل الثاني من متاهة الانسان والحياة..