فلتعط الفرص للشباب
فلتعط الفرص للشباب ...لأن الشّباب ثروة, لأن الشّباب ثورة, لأن الشّباب طاقة حرارية, ولأن أمّتنا تعاصر نقلةً نوعية, إقتصادية وسياسية ومنها الإجتماعية, تزدهر الأمم متى إتّخذت من التجدّد شعاراً لها... تتقدّم الحضارات وتتعدّد أشكالها, فالموسيقى تختلف في عزفها أوتارها...آذان ترقص لنغماتها..فما بقيت النّغمات على حالها حتّى ملّت المسامع من تكرار كلماتها...
تبنى القصور وسواعد الشباب أهم أداةٍ تستخدم لبنائها. فدون الشّباب ما كانت القصور لتتحصّن بأسوارها. والأشجار إن غاب الربيع عنها، لا تطلق أوراقها, والزهور بغيابه تموت ويشيّع جثمان رونقها وجمالها.
سارعوا لتهيئة الشّباب, فلولا طاقاتهم لما دوّن حرف ولا كتب كتاب.... خيالهم نشيطً ووثّاب... أفواههم يانعة تعيد الإبتسامة وتهزم الإكتئاب... فالشباب وحدهم يملكون الضّوء يحارب الضّباب... أقولها بصدقٍ ودون تحيّزٍ أو إنتساب... كل بشريةٍ تغيّر جلدها, فما ظنّكم بالحضارات وتبديل الثّياب؟!!!
للقديم قدسيّته,للقديم حرمته,للقديم روعته,لكلّ قديمٍ حكايته, قد كان الكهول يوماً من الشّباب الواعد... طموح يطهّر بعطره السّواعد... فلنغتسل بماءٍ نقيٍ بارد... ولنستعدّ لتغيير ما ملّت أعيننا من مشاهد...!!
هذا حال الإنسان... شبابه يشبه البركان... حرّه شديد, دمه دائم الهيجان...عجزت عن إخماد نيرانه مياه البحر واستسلمت لثورته الخلجان.
ألشّباب جسر بين العصور... أفكاره تتربّع على القمم كتربّع الصّقور... إن حاولتم أسرها لن تكون هناك حضارة وسيبقى التقدّم في نفور.
فكّوا القيود... فجّروا السدود... حرّكوا الركود... أحيوا الجمود...إسقوا بماء الحياة الورود... فالشباب متى رحل لن يعود..!!