لم تكتب هذه الحروف لتلك المرأة التي تتزين لتعطر هندامها ، لتلبس فتنتها ،
فتتجول في باحات الأسواق ، بحثا عن شاب جذاب ، وعاشق كذاب .
.
لم تكتب هذه الحروف للمرأة التي ترفع صوتها على والديها ، ولا تحترم عائلتها
، لأنها لم تحترم نفسها ، فكيف تحترم غيرها .
.
لم تكتب هذه الحروف للمراة التي تبحث عن إثبات نفسها على حساب غيرها
، لتقتل كبريائهم انتقاما لنقص في نفسها لتكمله بأية طريقة .
لم تكتب هذه الحروف للمرأة التي أحرقت عبائتها ، لتلبس زيف الحضارات
المتقدمة ، وتتجمّل بزخارف معتقدات موهومة .
إن هذه الحروف كتبتها لتلك المرأة المعتزة بدينها ، المحتشمة في لبسها
، والفاتنة بفكرها ، والشامخة بقلمها ، تلك المرأة التي لا ترضى بالعبودية مهما
كانت ، لأنها ليست صريعة الشبهات ، ولا أسيرة الشهوات ، مميزة بنفسها، متميزة
عن غيرها، فهي لا تعرف المصاعب ، لأنها تعرف إدراك المقاصد ، نادرة المثال
، ليست نسخة مكررة ، من باقات الأسواق ، وليست عملة مزيفة من هاويات القلوب ،
لها طموح يحطم الوجود ، ولها روح تأسر كل موجود ، تلك هي رائعة الوجود في هذه الحياة
، وحفظ الله صديقنا الجمال حينما قال : المرأة أجمل من الجمال نفسه ، نعم هذه هي المرأة
، شموخ بجموح ، وكبرياء بإعتلاء ، وعنفوان ثمين .. ثمين هي الحياة وبدونها الوجود كعدمه