الخلاني لا يريد أن يصحو
نشر الثلاثـاء 12/07/2011 الساعة 19:38
الكاتب: محمد الرفاعي
- لا شيء الآن يبدو في صحراء خلان الطفراني سوى أن ينام مع غروب الشمس، ولا يسعه إلا أن يحلم بأنه أصبح مليونيرا فجأة وبدون مقدمات، أو مثلا أن يحلم أن فواتير الماء والكهرباء والجامعة والمواصلات والبنوك كلها تلاشت من طريقه، والطريق سالكة بخطها المستقيم، لا يريد الخلاني أن يصحو من نومه، ولماذا يصحو؟ ربما لأنه يخاف من أن يفتح باب الثلاجة عن طريق الخطأ ليكتشف القحط، أو يفتح التلفاز لدقيقتين ليرى ما لا يرى.
الخلاني لا يريد الاستيقاظ من نومه، يريد أن يحلم بأنه يمشي في الشارع بدون أن يمسكه صاحب الدكان أما صاحب اللحمة فإنه مرتاح منه فهو من سنوات لم يره ولا يريد رؤيته ويبدو أنه سيموت مع أحلامه بدون أن يراه.
الخلاني الآن يفرك أصابع قدمه، يفكر في الاستحمام، لكنه نسي عند باب الحمام أن فاتورة الماء لم تسدد بعد. يسأل نفسه، "تأتي المياه في الشهر مرة أو مرتين فلماذا يحتاجون إلى فواتير؟.
الخلاني الطفران يصحو من نومه باكرا، يمرمغ وجهه بالماء، ينتظر سائق التاكسي الذي اتفق معه على إيصاله إلى عمله إلى أن تأتي معجزة من السماء تحل هذه الورطة المعقدة من الطفر، وأمام العمارة الواسعة يدخن سيجارته العربية قبل الدخول.
لم يكن هو وحده الطفران فكل الشعوب طفرت من كل شيء، ابتسم، حدق إلى زملائه في العمل أثناء نقاشهم عن "المعاش"، سمع أحدا يقول: "المعاش شاش" ، ضحك بصوت عال وعاد الى مكتبه ينتظر صفحة جديدة من الأخبار أو أمل يعيد الحياة إليه.