يختال بك الزمان فتختال انت بعقلك او تختل بعقلك ايضا ... ويجوز ان تختار ما بين النعامة وراس النعمامة ولكنك مجبر على ان تكون داخل الرمال التي صنعها لك المجتمع المرابط على حدودك الاخلاقية والانسانية والتصنيفية... والمشبع باللعاب الذي يملأ فمهم ليستعدو لك بحرب طالما اردت تلاشيها ..ليبدأ الرصاص السائل بالانصباب على وجهك وحولك فما اخطا يحفظ ماء وجهك قليلا ... ليذاع في الاذاعات المحلية اخبار لا تتناسب وحجمك الوحداني المنتصب على فقرات اثقلها التعب والهموم العاطفية واليومية ... لترد من ذاتك ولذاتك وعلى ذاتك برسائل اخترعت لك او اخترعها كابوس ليلي اجتاح منامك الهادئ.
في صغري ... تعلمت الابتسامة لوحدي .. والفرح لوحدي .. والراحة والجلسة والنوم والقيام والذهاب الى ما ابعد من خيالي لوحدي .. كانت تلاطفي لمسات مرآتي التي لطالما حدثتها عن لحيتي التي سترى النور في سنوات قادمة ... ولطالما دغدغتني ضحكتها الساخر التي غدرتني بها عندما كنت اسخر بها ايضا.
انا لا استقي ولا استجدي كل شيء .. فالجدوى وحدها تاتي من صنع يدي ان شاء لها القدر ان تخلق اصلا... فالفرح سعادة وهموم ..والحزن رسالة وامتحان ومواجع رسبت في اجتياز اختباراتها .. وعجزت شفتاي عن الاعتراض لها حتى بابتسامة.
بالامس حملني الوجه العبوس والوحدة الى ان اجتياح ذات المجتمع وعاداته وتقاليده التي ما زلت اتربص بها ولها .. فمن صنعها ؟؟..ولم صنعها؟؟ وما عمرها ومتى اجلها ؟؟
لا يعقل ان تاكل يوميا من ذات الصحن وان تغير محتواه لاكثر من 30 عام . فالراي عندي انك بحاجة الى بعض من التغيير فالزينة للطفل مسرة .. والراحة للكهل مسرة .. والتمسك بالجذر مسرة ... ولكن ان لاتنقب جذور زيتونة مضرة وان كنت تجني بعض الخير منها .
لا شي في داخلي يبعث على التوازن .. اكثر من توازني عندما انام... ولا شيء يسعفني اكثر من توافق في الفعل والراي... فمتى اصحو ومن نصحو ومتى نعبر بحرنا المنشق بعصى موسى ولا نغرق ؟؟؟