علمتني الشمس ..
أن أرضى بالرحيل..
وعلمتني صغار العصافير
صبر الانتظار..
لوجبات القوت القليل..
والفراشات علمتني ..
تقبيل الزهور
بصمت...وانفعال قليل..
فعلميني...
يا ذات عيون من بلور
وشفاه من ندى
كيف يرتاح رجل..
ووجهك يطل في المدى..
وصوتك يعانق الصدى..
وعطرك يزين الريح..
والنور من وجهك..
يجول ولا يستريح..
****
علميني..
يا ذات مشية كالملاك...
وجبين من قمر..
كيف يستكين رجل...
ما شاهد إلا عينيك بين البشر
وما هرب منك.. إلا إليك..
وما استغاث منك إلا بعينيك..
وما كان من قدر..
سوى الموت فيك...
فانبعاث لخلود في كفيك..
*****
علميني..
يا ذات كفوف من سحاب ...
وأهداب من نخيل..
كيف ينام رجل..
في لحده..
وطيفك يداعب ثنايا الكفن الجميل ..
تحت التراب الطري المرطب بالدموع ،الثقيل
- عرض النص المقتبس -
ويحاكي بقايا الروح في القلب القتيل
حين يتربع مختالا مكابرا في ذك السبيل..
فلا الروح ترتاح صعودا لباريها...
ولا التراب يسكن نزولا على الجسد النحيل..
***
علميني....كالشمس حين تنير
علميني...كصغار العصافير.
علميني كالفراش حين يطير..
وعلميني...كيف أتحرر من اسر عسير.
وعلميني أن أموت حقا في كفني الحرير..
علميني..الخلود في لحدي الصغير...
وخذي لك الدنيا ..والفضاء والأثير
وخدي لك الحب والفرح المثير...
علميني..
علميني...
هذا لك مني...رجاء أخير
سامحيني !!
هل أثقلت عليك..؟؟
هل أتعبتك؟؟
برجائي.. البسيط الصغير..؟؟.
****
سامحيني...
سامحيني...ما إنا المتكلم هنا..
انه...صوت الوجع وصراخ الضمير...
فسامحيني...
سامحيني...
لأني..منذ عهود...
اخترت الدرب العسير..
وارتكبت ذنبي الكبير...
حقا..هو أنا...
من أرتكب الذنب الكبير...